رواية المطارد بقلم أمل نصر
مقدمات سكنت حركتها مع توقف خطواته هو الاخر!
سيبها بدل ما أخلص عليك
قالها سالم أبيها وهو مصوب بندقيته على رأس الملثم توقعت منه تركها في الحال ولكنه ظل ممسكا بها وهو ساكن دون حركة
كرر أبيها بصوت أشد وأقوى
بقى أنا ابن ال وعديم الشرف انت قد كلامك ده
سالم وقد تراجع خطوات قليلة ومازال مصوب البندقية بوجه الغريب قال بازدراء
ظل ساكنا دون أن ينطق بكلمة ولكنه كان ينظر لسالم بكل تحدي
انت مين ياض اكشف وشك خليني اشوفك
سأل سالم وهو مازال مصوب البندقية نحوه والأخر لا يهتز او تتحرك شعرة واحدة منه أو ينطق بكلمة أيضا
صړخ عليه سالم بصوت قوي أيقظ جميع من في المنزل قائلا
هنا فقط تكلم وهو يلوح بيده بصوت خفيض ومريب قال
حاول بس انك تتجرأ وتمد أيدك ناحيتي عشان اقطعهالك!
تبسم سالم لهذا الغريب قائلا بسخرية
دا انت كمان بجح ولسانك طويل! دا غير انك مستعفي ومستقوي قلبك قدامنا قولي
ياض هو انت شارب ولا مبلبع حاجة قبل ماتيجي عندينا وتورينا طلعتك البهية دي
قالت نجيه بجزع وهي تنظر إلى الحائط الخارجي للمطبخ بعد أن استيقظت وخرجت من غرفتها
صاح عليه سالم بعدها پجنون
أنت أيه حكايتك ياجدع انت رد عليا! بدل ما أنت واقف كده زي الحيطة وساكت
رد أخيرا الرجل الغريب فقال بهدوء
حكايتي ملكش دعوة بيها أما بقى حكاية إني أخطف بنتك فأديك عرفت السبب عشان تطلعلي الطلقة اللى في كتفي وتطهرلي الچرح يعني أنت دلوقتي تسيبها تطلع معايا ولو أنت عايز تيجي معاها يبقى اخلص عشان تنزلوا قبل الفجر
أنت مچنون ولا حاصل في عقلك حاجة بقى عايزني أطلع أنا وبنتي معاك الجبل
قولتلك هرجعكم قبل الفجر
قالها الآخر بقوة فرد سالم بصوت أعلى
وأشد وهو يلوح ببندقيته
أخلص أنت وغور من وشي أنا صبري نفد وكلمة تانية وهفرغ بندقيتي كلها فيك وأنت اساسا ملكش دية
يمنى ووالدتها نجية كل هذا حدث
ثوان بسيطة
وضع سالم يده على رأسه يأن الما والآخر ينظر إليه من علو بظفر وانتصار قبل أن يقول بتشفي
ها ايه رأيك بقى تحب افرغها انا دلوك فيك
رمقه سالم بكره وڠضب وزوجته تندب على خديها وبجوراها التصقت يمنى تعاود البكاء فزفر الرجل الغريب بضيق وهو
يردف بتعب
اسمعني كويس أنا مش هأذى بنتك ولا أضرها أنا هاخدها بس تعالجني وبقولهالك تاني اها لو عايز تيجي معاها تعالى وأنا هرجعكم قبل الفجر
رد سالم وهو يحاول رفع نفسه عن الارض
دا على چثتي أن اخليها تطلع الجبل اموتها احسن ولا تطلع معاك!
هدر عليه الآخر بصوت جمهوري بعد أن فقد إتزانه
وانا بقولك هاخدها يعني هاخدها انا ياقاتل يا مقتول النهاردة
تدخلت نجية ببنهم هاتفة بحل وسط
طب خلاص يابني أقعد أنت هنا وأحنا هنعالجك
آه وتجيبولي البوليس ياخدني وانا على سريري دا أنا مأمنش أديكم ضهري!
متخلنيش أئذيك أنت راجل كبير وأنا مش عايز أيتملك عيالك يظهر ان الزوق منفعش معاكم بس انت اللى جبته لنفسك اخلصي يابت انجري جدامي
هدر الأخيرة في يمنى التي أخذت تبكي بعويل
فصاح نحوها أبيها بټهديد ووعيد
أياك تتحركي يا بت من مكانك لاحسن اقطع خبرك
فصړخ الرجل الملثم بصوت ۏحشي
يعنى انت بتتحداني طب أنا هاخدها من غير
قال سالم وقد تهللت أساريره
تسلم ايدك يا يونس جيت في الوقت المناسب قبل ما واد المحروق ده ما ينفذ تهدديه ويسحب البت مني وقال ايه قال عايزها تعالجه قبر يلمه
بصق يونس من فمه أرضا قبل أن يردف
معلش ياخويا ان كنت أتأخرت عليك بس أنا استنيت وأنا مداري بعد مانزلت اطمن عليك لما غبت عني قولت آخده على خوانه احسن واد الرفضي ده
يا مري لاحسن يكون ماټ ولا حصلتله حاجة عفشة يابوي
خرجت من يمنى بصړاخ وهي تنزل أرضا لتفحصه
رد يونس بقرف وهو لا يبالي
مايموت ولا يغور في داهية حتى هو احنا هنزعل عليه كمان!
صاحت يمنى بأمل
دا لسه فيه الروح يابوي! يعني احنا ممكن نلحقه لو سرعنا بس في علاجه
قال يونس وهو ينظر بإزدراء ناحية يمنى وهذا الغريب الملقى في الأرض چثة هامدة
نلحق مين يابت أحنا كمان هنعالج مجرمين ياللا يا سالم ياواض ابوي شيل معايا خلينا نرميه بره البيت واد الحړام ده وأن شاء الله حتى الكلاب ياكلوه هو احنا ناقصين بلاوي
كانت نجية وهى تهز برأسها حزنا وهي تنظر نحو الغريب الملقى على أرضية منزلها دون حراك ولا صوت فقالت بأسى
ياحسرة أمك عليك! كان أيه بس اللي رماك في السكة الۏحشة دي بس يابني حرام عليك يا أبو محمد دا مهما كان برضو روح
قالت الأخيرة لزوجها الذى ظهر على وجهه التأثر فتشجعت يمنى لتبدى رأيها قائلة
يا بويا هو من الأول كان غرضه العلاج واحنا شوفنا بنفسنا صدق كلامه من الأصابة الكبيرة اللي في دراعه خلينا نعالجه ونكسب في ثواب وبعدها ربنا يعدلها دا مهما كان برضوا روح زي ما قالت امي حتى لو كان مچرم!
صمت سالم وهو يدقق النظر في الرجل فقال بتراجع
ايوة بس يابتي دا غريب عننيا واحنا منعرفش ايه المصاېب اللي جررها وراه قبل ما ياجي هنا عندينا وكمان كان عايز يخطفك قدامي بقلب مېت من غير ما يجدر اني راجل وعندي شرف
تكلمت نجية برجاء
بس دا شكله ابن ناس ياسالم وباينه عامل زي الغريق اللي بيتعلق بقشاية لما جه عشان ياخد بتك من قلب بيتنا عشان تعالجه
هتف يونس وكانه فقد تعقله
هو انتوا بتتكلموا كيف كده بسهولة وبساطة وكأن اللي مرمي على الأرض ده شهيد ولا حد قريبكم في ايه اصحوا دا واحد مچرم هو اللي يهجم على بيوت الناس كمان في قلب الليل يتقال عليه روح يا مرة اخوي انت وبتك
هتفت نجية ترد عليه
واه يا يونس احنا بنعمل كدة بس عشان ربنا مش عشان المخلوق حتى لو كان مايستاهلش
ساكت ليه أوعى تكون هتمشي مع كلام الحريم اللى مافيهاش عقل دى يا سالم !
قالها يونس بصياح فى
أخيه الذى وقف حائرا بينهم لايدرى ماذا يفعل!
الفصل الثالث
كيف يحدث هذا ولماذا وما الرابط الذي يجمع بينهم ليحدث!
زفرت يمنى بقوة وتهدلت أكتافها بإحباط وهي لا تجد إجابة لهذه الأسئلة التي تتكرر بعقلها كلما نظرت في هذه الورقة التي رسمتها سابقا لتلك
الأعين وقارنتها بعينيه أمامها إنها تقريبا
هي!
نزلت بعينيها على صفيحة وجهه
علها تتذكر إن كانت
رأته بمكان ما لايبدوا أبدا هذا هو الشخص الذى كان قبل ساعات قليلة يتشاجر مع أبيها ويريد اختطافها ولا يشبه أحدا من سكان قريتها أو رأته قبلا في أي مكان إنه حتى لايشبه المجرمين! منحوت الوجه ذا بشړة حنطيه مستقيم الأنف ملامح جميله لمچرم!
ترى ما الذي
يوووووه أنا هفضل كده اسأل واتعب في نفسي عالفاضي
قالتها يمنى وهي تحدث نفسها وتشيح بنظرها عنه لتشهق منتفضة بعد ذلك حينما وجدت يده الغليظة أطبقت على معصمها بقوة
انتى بتعملى ايه
ااا سيب أيدى طيب خليني أرفع نفسي الأول عشان اعرف ارد عليك
تنفست براحة وهي تبتعد عنه حينما ترك يدها تدلكها باليد الأخر اما هو فانشغل عنها وعيناه تطوف الغرفة ثم نزلت على جسده ليرى نفسه في غرفة غريبة عنه ومستلقى على فراش مريح وقد بدلت ملابسه لاخرى مختلفه ونظيفة ذراعه الايسر والكتف محاطين بالأربطة الطبية حاول أن ينهض فصړخ پألم بمجرد رفع رأسه
خلي بالك انت كده هاتئذي نفسك
قالت يمنى وهي تمنعه بيدها أغمض عينيه لدقائق وهو يئن من الألم الموجع الذي شعر به برأسه وهي كانت تنظر إليه بترقب وتوجس ثم ما لبث أن ارتفعت عيناه اليها ليهدر عليها بصوت ضعيف ولكنه مخيف قائلا
أنتوا عملتوا فيا ايه بالظبط وانا ايه اللي جابني هنا من الأساس
انتصبت في وقفتها وهي تبادله النظرة بتحدي قبل أن تردف
قال بحنق وڠضب اثار حفيظتها مماجعلها ترد بقوة
ياريت حضرتك تفتكر إنك كنت جاي تخطفني يعني أبويا وعمي كانوا
بيدافعوا عن شرفهم!
أنا ماكنتش هائذيكى ولا أعملك حاجة وحشة
قال ببساطة مما جعل يمنى تنظر إليه بدهشة فاغرة فاهها لدقائق قبل ان تتدارك نفسها في الرد
هو أنت إزاى بتتكلم كده ببساطة عن حاجة كبيرة زي دي لدرجادي سمعة بنات الناس والكلام في عرضهم حاجة سهلة ورخيضة قوي كدة عندك
يبدوا ان كلماتها البسيطة له اصابت هدفها في عقله مما جعل ملامح وجهه تتغضن بالحزن وعيناه يشيحهها بعيدا عنهافحاول النهوض ثانية دون ان يرد عليها فصړخ پألم أكبر متأوها بحړقة
يا استاذ يا حضرة ماتحركش راسك دي خالص لو عايز إصابتك تخف
استاذ! وحضرتك! بقالي سنين ماسمعتش الألقاب الحلوة دي!
لاتدري لما شعرت ببعض السعادة حيمنا رأت ضحكته الجميلة وقد أنارت وجهه الوسيم والعابس دائما حتى لو كانت صادرة پألم هزت برأسها لتجلي عنها هذه الأفكار الغريبة عنها فقالت و هي ترتد بأقدامها للخلف
طيب أنا كده بقى اطمنت عليك هاسيبك ترتاح وتكمل نوم دلوقتي وابقى أشوفك بعدين على فكرة أنا مدياك مسكن قوي فحاول متحركش راسك تاني عشان ياخد مفعوله كويس في جسمك وماتتعبش
وكأنه لم يسمعها ولم يشعر بخروجها واغلاق الباب فقد ظل على وضعه ناظرا امامه في الفراغ ولم يطرف بعينيه حتى تنهد پألم ليشرد إلى أحزانه وما وصل اليه الان بعد أن فقد كل
شيء حاله وماله والأسرة والمستقبل ليصل الى حالته الان وهو مچرم مطارد يتعالج في بيت الأغراب وقد شفقوا على حاله بعد أن هددهم بكل خسة وندالة وهو يشرع بخطڤ ابنتهم لعلاجه في لحظة يأس تملكته حينما ضاقت به السبل ولم يعرف أن يذهب بإصابة كتفه الخطېرة وهو غريب عن القرية ولا يعلم بأهلها انتبه فجأة لهذه الورقة التي وجدها على غطائه يبدو انها وقعت منها دون قصد!!
خرجت من غرفة المصاپ الغريب كي ترى أبيها والذي كان جالسا في ردهة المنزل مطرق الرأس ومستندا بمرفقيه على أرجله
وزوجته نجيه بجواره والتي بمجرد رؤيتها ليمنى سألتها متلهفة
ها يابنتي ايه الاخبار وعامل ايه دلوقت
ردت يمنى وهي تجلس أمامهم في الكرسي المقابل لهم
الحمد لله ياأمي هو فاق وحاليا صاحي واكيد بكرة إن شاء الله يتحسن اكتر من الأول
رفع سالم رأسه هو الآخر ليسألها
يعني هيقدر يمشي على رجله لو
قولنالوا