رواية عشقتها فغلبت قسۏتي بقلم إسراء إبراهيم
نادين بعصبية خجولة
نادين عجبك كدا
سامح ببرودأه..ويلا جاسر مستنينا
وقبل أن تتحدث أمسك يدها وشابك أصابعهما ثم سحبها خلفه لداخل القصر حتى وصلا لغرفة الطعام
ما أن دخلا ولمحت روجيدا تضرج وجنتي نادين حتى علمت ما حدث بالخارج ف إبتسمت بخفة وهى تتذكر جاسر..يبدو أن الأخوين يشتركان في تلك المداعبات الجريئة..
جلس كلاهما..فقال سامح
سامح أدى الكل موجود خير بقى
أبتسم جاسر إبتسامه واسعة..نهض عن مقعده وتحرك ناحية زوجته..أمسك كفها الصغير بين كفيه الكبيران. وقال بنبرة سعيدة
جاسرمن غير مقدمات...هيبقى عندنا نونو
تفاجأ الجميع من الخبر الذي لم يكن له سابق إنذار..ولكن سارع الجميع في تقديم التهنئات والمباركات..التي لم تخلو من دموع فاطمة ..وبعد مدة جلس الجميع لتناول العشاء في سعادة بالغة..حتى أتى صوت جرس الباب يعلن عن زيارة ضيف..ذهبت كريمة لتفتح الباب..لتجد رجل غريب..قفالت بلهجة مستفسرة
الرجل قولي لجاسر بيه الضيف اللي كنت منتظره وصل
أماءت براسها وقالتثواني بعد إذنك
تحركت لتبلغ جاسر عن الضيف المنتظر..لنظر جاسر لعمته نظرات غربية لم تفهمها ثم قال بغموض
جاسرطب دخليه
ذهبت كريمة لتنفيذ طلب جاسر..لتعود بعد دقائق بذلك الرجل الذي ما إن رأته عنيات وفاطمه حتى شهقا فزعا..بينما لم يتعرف عليه الباقي..نهض جاسر عن موضعه وتحرك ناحية الرجل وقال لهجه ترحبية
جاسرإتفضل يا أستاذ أمجد
أمجد ياترى قطعت عليكم حاجة
جاسرلا أبدا..بس عاوزك تباركلي..مراتي حامل
أمجد ب إبتسامة مجاملةألف مبروك يا جاسر بيه
جلس أمجد وهو ينظر لعنيات نظرات مطولة..بينما جاسر يوزع نظراته بينهما..مالت روجيدا على أذنه وقالت بهمس
روجيدا مين دا
جاسرهقولك لما نطلع
روجيدا وهى تمط شفتيهاماشي
أنتهت جلسة الطعام..فطلب جاس
من عمته وأمجد موافته لغرفة مكتبه..دلف ثلاثتهم..كان الصمت سيد الموقف إلى أن قطعه جاسر وقال بجدية
جاسرأكيد يا عمتي بتسألي أستاذ امجد بيعمل هنا إيه
لم ترد عنيات ولكن أكتفت ب إيماءة صغيرة..بينما أكمل جاسر بجدية
جاسرأنا عارف كل حاجة حصلت يا عمتي..أستاذ أمجد حكالي..و أنا عمري م حملتك ذنب مۏت بابا..الظروف كانت ضدنا كلنا..أنا إستنيت لما أخلص حسابي مع عيله الهواري عشان أعرف أتصرف في الموضوع دا
أمجد بدهشهمفيش إزاى
عنياتزي ما سمعت
جاسرعمتي إسمعيني بس..أنا عمري ما كنت ظالم زي ما قلت الظروف كانت ضدنا كلنا..أنا هسيبك تتكلمي مع أستاذ أمجد دلوقتي وبعدين ليا كلام معاكي
نهض جاسر ثم ترك كلاهما بمفردهم عسى أن يحلا مشاكلهم...تحرك ناحية زوجته التي تجلس بجانب والدته والذي بدا عليهما أنها يتحدثان عن الجنين..إبتسم جاسر ثم تحرك ناحيتهم..قبل رأس زوجته وقال لها بحب
جاسرحبيبتي قاعدة لحد دلوقتي ليه
روجيدا ب إبتسامة محبةبتكلم مع ماما
فاطمة بسعادةياااه يا جاسر أخيرا هبقى جدة
جاسر بمزاحيلا ياستي كبرتك أهو
جاسر وهو يضم زوجتهلا يا أمي
نهضت فاطمة ثم قالتيلا أنا هدخل أنام..أنا مش عارفة أمجد بيعمل إيه هنا..بس أكيد هتقولي كل حاجة
جاسر وهو يقبل يدهاأكيد يا أمي..بس يلا خشي نامي عشان الوقت إتأخر
تحركت والدته بينما نهضت روجيدا وقالت
روجيدا جاسر مين امجد دا
جاسر
وهو يمسك يدهاياااه دي حكاية طويلة
روجيدا بحماسوأنا فاضية
نظر لها بنصف عين وقالحاضر يا ستي
قص لها جاسر كل ماحدث بالماضي..بداية من زواج عمته إلى مۏت أبيه..كانت ملامحه تنقبض كلما ذكر ماحدث لأبيه..بينما روجيدا كانت تربت على يده وتهدأه..وبالفعل كانت لها لمسات سحرية..وكلمات مهدئة..إرتخت عضلات وجهه وإرتاح هو لوجودها بحياته..ثم قال
جاسربس يا ستي خى دي كل القصة
مطت روجيدا شفتيها ب إعجاب وقالتربنا يجمعهم ببعض..أنا هطلع أنام بقى
جاسر وهو يقبل جبينهايلا تحبي أطلعك
وضعت يدها على وجنته وقالتلا..أنا هطلع لوحدي..
تركته ثم صعدت لغرفتها وأبدلت ملابسها..بينما في الأسفل إنتظر جاسر خروج أمجد الذي خرج بعد ساعة كاملة..توجه ناحية جاسر وعلامات الإحباط جالية على
وجهه..ف إستشف جاسر ماحدث ثم تشدق قائلا
جاسرمتقلقش يا أستاذ أمجد كله هيتحل
أمجد وهو يربت على كتف جاسرإن شاء الله..متشكر أوي يا جاسر بيه
جاسرالعفو ع إيه..دي غلطة جدي وأنا هصلحها
أمجد إن شاء الله..أستأذن أنا بقى
جاسرماشي يا أمجد بيه
تحرك أمجد وجاسر ناحية الباب..ثم ودعه وصعد لغرفته..لم يمر لعمته لأنه يعلم أنها تحتاج وقت لتفكر..وألا تتشوش..فتح باب غرفته..ليجدها واقفة أمام الشرفة..مردتية ثوب من اللون الوردي..أكمامه منسدلة عن كتيفها ليظرها بشرتها البيضاء..عند طرفه العلوى
جاسروحشتيني
روجيدا وهى تلتفت لهبسرعة كدا
أماء بقوة وقال بجد
وضعها برقة ويده تملس على وجنتها برقة شديدة ثم قال بنبرة متهدجة
جاسروأنا بمۏت فيك
الفصل ٣٩ ٤٠ والاخير
يا سيدتي
كنت أهم امرأة في تاريخي قبل رحيل العام.
أنت الآن.. أهم امرأة بعد ولادة هذا العام..
أنت امرأة لا أحسبها بالساعات وبالأيام. أنت امرأة.. صنعت من فاكهة الشعر.. ومن ذهب الأحلام..
أنت امرأة.. كانت تسكن
جسدي قبل ملايين الأعوام..
صدحت أغنية العندليب في الأجواء...نغمات جسدت عشق جاسر لزوجته..
بحياتك يا ولدي إمرأة..عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود..ضحكتها مزاهر و ورود
والشعر الغجري المچنون..يسافر في كل الدنيا
قد تعدوا إمرأة يا ولدي..يهواها القلب هى الدنيا
داعبت يداه خصلات شعرها الكستنائي..وهى مستلقية ب إستسلام على صدره العاړي..وضعت رأسها بالقرب من قلبه لتسمع دقاته..شعور الفرحة والسعادة الذي غمره..جعله يتلمس النجوم بيده..تحدث جاسر بنبرة هامسة
جاسر روجيدا !
روجيدا أممم
جاسر وهو يقبل رأسها ندمانة
روجيدا بحب عمري ما بندم وأنا ومعاك
جاسر بحبك
روجيدا وأنا بمووت فيك
جاسر بنبرة متيمة عارفة عبد الحليم مغلطش لما غنى الأغنية دي كأنه بيوصفك..ډخلتي حياتي غيرتي جاسر الصياد..بقيتي دنيتي..شايلة جواكي ليا دنيا تانية..بحبك ومستعد أضحي بحياتي عشانك..مستعد أموت بس فدى عنيكي..مش هقدر أعيش من غيرك..
قاطعته روجيدا قائلة ومين قال إني هبعد عنك
جاسر بهيام مش هسمحلك أصلا..إنتي أكسجيني..يا فراولتي
سقطت دموع السعادة وقالت بنبرة تحمل في طياتها جميع معاني العشق
روجيدا مش هقولك غير إن دنيتي محلوتش غير بيك
جاسر بقلق روجيدا ..قومي
جاسر حبيبتي مالك!
لم ترد روجيدا بل ظلت تبكي وتبكي..لما ذلك الکابوس الآن .عاود جاسر سؤاله بقلق أكبر وقلبه قد تآكل من الخۏف
جاسر حبيبتي الله يخليكي ردي عليا
وقالت بنبرة متوترة غير قادرة على جمع كلمات مفهومة
روجيدا ك..كابوس..كان..صحرا..بعيط
هدهدها جاسر كطفل صغير وقال بحنو
جاسر هشش..خلاص كابوس وراح لحاله..أنا جمبك أهو مش هسيبك
أبعدت رأسها عن صدره ونظرت بعينيه وقالت بتوسل متسبنيش
عقد حاجبيه من التعجب..لم كل ذلك الخۏف المتاقفز من عينيها..لم تلك اللمعة المرتجفة في مقلتيها..إبتسم بهدوء وقال
جاسر عمري ما هسيبك..أنا هكون جمبك ع طول..يلا يا حبيبتي نامي عشان مشوار الصبح
.وبداخلها هذا الهاجس المرعب الذي ينبئها بفقدان قريب..أرهقها التفكير فذهبت في ثبات عميق
في أحد المنازل القريبة من الطرق الصحراوية
كان يجلس مصطفى بشرود..بعد مقابلته لتلك المدعوه دينا والتي رفضت بشكل قاطع أن تساعده بل وقالت بثقة
دينا مش أنا اللى أجري ورا واحد متجوز..ولو عاوزة مش هتبقى بطريقتك
زفر بضيق مما جعله ېحطم ذلك الكأس الذي يحمله بيده..لحظات ودلف إليه أحد رجاله..تنحنح الرجل وقال
الرجل مصطفى بيه
نظر له مصطفى ولم يرد بينما أكمل الرجل وقال بجدية
الرجل الراجل بتاعنا قالنا إن جاسر ومراته هيروحوا عند الدكتورة بكرة هنا في القاهرة
إسترعى ذلك إنتباه مصطفى وقال
مصطفى وبعدين
الرجل هتبقى في حراسة بس ممكن نتصرف
رمقه مصطفى بقوة وقال بحدة مفيش حاجة إسمها ممكن..قول إننا إتصرفنا خلاص
توتر الرجل وقال بتلعثم آآ..خ..خلاص إتصرفنا
أشاح مصطفى بوجه عن الرجل ..الذي إعتذر بسرعة ثم خرج بخفة..ليقول مصطفى بنبرة شيطانية
مصطفى خلاص يا حبيبتي كلها كام ساعة وأكون معاكي
في صباح اليوم التالي
بقصر الصياد
خرجت روجيدا من المرحاض وهى ترتدي بنطال قماشي من اللون الزيتي..يتوسط خصرها حزام قماشي من نفس اللون وأعلاه كنزة ذات لون أوف وايت..مشطت خصلاتها وعكصتها علي هيئة ذيل حصان
كان يتابعها من الخلف بنظرات هائمة..محبة..بل عاشقة..نهض
جاسر إيه الحلاوة دي
رفع أحد حاجبية ب إعجاب وقال بمشاكسة بجد!!
أماءت بقوة وقالت بتأكيد بجد
جاسر إنتي أد الكلمة دي
روجيدا بعناد أه أده...
إبتسم جاسر وقرص طرف ذقنها بخفة وقال بمزاح
جاسر إلعبي ع قدك يا شاطرة
ضحكت روجيدا بقوة ثم قالت من بين ضحكاتها
روجيدا طب يلا عشان منتأخرش ع المعاد
أمسك كف يدها وقال يلا
خرجا من الغرفا وذهبا لتناول الطعام..مع والدته وأخاه بينما لم تشاركهم عنيات..فتسائل جاسر
جاسر أومال فين عمتي
فاطمة وهى ترتشف من كوب الشاي ف أوضتها فطرت وطلعت
أماء رأسه بقلة حيلة وقال مفيش فايدة
وجهت فاطمة سؤالها لروجيدا وإنتي يا حبيبتي كويسة..هتروحي للدكتورة النهاردة
روجيدا أها يا طنط
فاطمة بحنو ربنا يحرسك إنتي واللى ف بطنك
أمن جاسر على دعاء والدته وقال أمين
نظر لساعة يده ذات الماركة الشهيرة وقال
جاسر يلا يا حييبتي هنتأخر..خلصي فطار
روجيدا وهى تمسح فمها يلا يا حبيبي
نهض كلاهما و ودعا والدته..ثم خرجا من القصر ودلفا إلى سيارة جاسر..وتبعتهم سيارات الحراسة..
بداخل سيارة جاسر
كان جاسر ممسك بيد روجيدا بقوة واليد الأخرى على بطنها الصغير وأخذ يتحدث معها بصدق
جاسر أنا مبسوط أوي..ياااه أخيرا هروح أشوف الشقي دا خلاص
وضعت روجيدا كفها على كفه الموضوع على بطنها وقالت محظوظ إنك هتبقى باباها
قبل جبينها بحنو وقال أنا اللى محظوظ عشان إنتو ف حياتي
إبتسمت بحب وقالت ربنا يخليك لينا
جاسر ويخليكوا ليا
جذب رأسها ووضعها على صدره..ظلا هكذا حتى وصلا لعيادة الطبيب ة..دلفا كلاهما للعيادة ثم جلسا على المقاعد منتظرين دورهما..أخذت روجيدا تتجول بعينيها في أرجاء غرفة الإتتظار وهى ترى النساء يجلسون مع أزواجهم..منهم من في أول شهور الحمل ومنهم من في الشهور الوسطى ومنهم من على وشك الولادة..إبتسمت بحب..فهى الآن تشعر بشعورهم..شعور الأمومة..
أخرجها من شرودها صوت الممرضة التي أخبرتهم أن دورهم قد حان..أمسك جاسر بيد زوجته بل بالإحرى لم يترك يدها من الأساس فشدد عليها أكثر..دلفا إلى الغرفة القابعة بها الطبيب ة..
سيدة في العقد الرابع..زين وجهها حجاب بيسط الذي أبرز تفاصيل وجهها الأبيض.. أشارت لهما بالجلوس ثم سألت ب إبتسامة بشوشة
الطبيب ة أزيك يا مدام روجيدا
أجابت روجيدا ب إبتسامة
الحمد لله
وضعت الطبيب ة يدها على المكتب وقالت جاهزة للكشف
أماءت برأسها فتابعت الطبيب ة
عظيم أوي..أتفضلي هناك
الطبيب ة شكله بېخاف عليكي
جاسر وهو ممسك يد زوجته بخاف عليها من نسمة الهوا
الطبيب ة ب إبتسامة ربنا يخليكوا لبعض
ثم شرعت في وضع السائل للزج على بطنها ثم وضعت جهاز ما عليها وبدأت في التحريك..كانت حواس جاسر كلها منصبة بشدة على تلك الشاشة..تابع بتركيز حتى قالت الطبيب ة
الطبيب ة الحمد لله الجنين بصحة كويسة..
جاسر و أنظاره مسلطة على الشاشة هو فين!
قامت الطبيب ة بتكبير الصورة وأشارت على ٱحدى المناطق وقالت
الطبيب ة أهو يا جاسر بيه
تابع جاسر بتركيز شديدة..ولم يشعر بتلك الدمعة التي فرت من مقلتيه....شعور رائع وغريب لم يشعر به جاسر قط..وحدها من منحته إياه..شعر بها تضغط
على يده..فبادلها وقال بسعادة مفرطة
جاسر مبروك يا حبيبتي
روجيدا بسعادة أكبر الله يبارك فيك يا حبيبي..
تسائل جاسر هو..هو ممكن نعرف جنسه
قهقهت الطبيب ة وقالت لأ يا جاسر بيه..لسه بدري مراتك حامل ف شهرين بس
عبس بوجهه كالأطفال وزم شفتيه...بينما ضحكت روجيدا على زوجها المسكين..
نهضت روجيدا ثم توجها ناحية مكتب الطبيب ة ف سارعت الأخيرة وقالت
الطبيب ة دي شوية فيتامينات عشان