الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بين الحقيقه و السراب بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 8 من 182 صفحات

موقع أيام نيوز


بنبرة عتاب محاولا تجنب سخريتها 
ليه ياماما ديما مش مت ريم وديما شايفاها زوجة الإبن المتسلطة والمتحكمة 
واسترسل بعتاب 
علي فكرة بقي إنتي مربية رجالة مفيش حريم بتحكم هم كل الحكاية إني بحب أتجمع مع ولادي ومراتي علي سفرة واحدة 
وكمان بابا الله يرحمه معودنا علي كدة كان يسيب شغله ويجي يتغدي معانا.

لوت فمها بامتعاض وأردفت بنفس سخريتها
ولما إنت راجل كدة زي ما بتقول سايب البرنسيسة تشتغل رسامة وخياطة ليه !
هي محتاجة فلوس علشان تجرسنا وسط الناس بشغلها علي النت 
انتصب قائما كي ينهي الجدال العقيم الذي لايسمن ولا يغني من جوع مع والدته وأردف وهو ينظر إليها باستعطاف
ياماما قلت لك مېت مرة ريم مبتشتغلش علشان الفلوس

ولا علشان محتاجة 
وبعدين ليه مسمية شغلها ده خياطة أو رسامة مع إن دي مهنة عظيمة لكل ست بتشتغلها علشان تحسن من مستوي حياتها وتقف جنب جوزها 
واستطرد بتفهم 
ريم مصممة ياماما ومصممة شاطرة جدآ وموهوبة وبتشتغل بهدف تضييع الوقت علشان متحسش بملل 
ولا إنتي عايزاها تبقي زي هند قاعدة مع دي شوية ودي شوية وجايبة لجوزها مشاكل .
اقتنعت بحديثه لكن عن هند فقط وأكملت بتشبس 
وليه متكونش زي اختك ماهي ولا بتقعد مع دي ولا دي ولا بتجيب مشاكل وبردوا حافظة قيمة جوزها ومركزه وسط الناس .
تأفف بضيق وتحدث بحدة
لو سمحتي ياماما ياريت متتكلميش معايا في الموضوع ده تاني ريم شخصية وأختي شخصية وطالما مراتي في حالها ومبتجبليش مشاكل خلاص .
أمسكته من يده وأجلسته كي تراضيه لأنها رأت علامات الضيق ارتسمت علي وجهه 
ياحبيبي أنا بقعد باليومين هي فوقي وأنا تحتها ومبشفهاش 
وأكملت وهي بحزن مصطنع
والعيال ولادك بيوحشوني وببقي نفسي أشوفهم وهي مبترضاش تنزلهم إلا ورجلها علي رجلهم .
ربت علي ظهرها مرددا بحنان
خلاص ياماما هتكلم معاها في موضوع النزول والولاد ده أما موضوع التصميم والهواية إللي هي بتحبها معلش ياأمي اعذريني .
إبتسمت بانتصار لاعتقادها أنها مغصت اليوم علي ريم ورددت بخبث
لأ ياحبيبي متتكلمش معاها أنا مش عايزة أعمل لك مشاكل مع مراتك وتقول لك أمك ومش أمك آه .
ولا مشاكل ولا حاجة ياحبيبتي ريم عاقلة ودماغها كبيرة ...قالها باهر وهو منتوي الخروج مودعا والدته وصعد إلى شقته في الطابق الرابع وهو ينفض جميع ما قالته له والدته عن باله .
دلف المنزل وما أن استمع ولده الصغير مجيئه هرول إليه مسرعا بسعادة عارمة 
وأخذه بين ه مرددا بإبتسامة
حبيب بابي إللي واحشني قد الدنيا بحالها 
ونظر يمينا ويسارا متسائلا بلهفة 
آمال فين مامي 
خطت إليه تحتضنه كعادتها عند عودته من الخارج 
حبيبتي الجميلة إللي واحشاني جدا .
قبلته من وجهه وأردفت بإبتسامة عذبة
حمد لله على السلامه ياقلبي إنت كمان واحشني جدا 
واسترسلت وهي تشير إلى الطاولة 
يالا ياحبيبي اقلع الجاكت واغسل ايديك أنا جهزت الأكل علي السفرة 
بسرعة بقي علشان احنا جعانين جدا ومستنينك ومرضيناش ناكل حاجة خالص إلا لما تيجي .
ذهب إلي المرحاض كي يطهر يداه وتحدث
حالا أهو هغسل إيدي وأجي لكم يا حبايب بابا 
وجلست العائلة الصغيرة مجتمعين علي طاولة الطعام بكل حب وألفة متسامرين بضحكات ومشاغبات باهر مع أطفاله وزوجته ريم 
وقرر أن يقضي باقي يومه معهم 
ريم لها ولدان من باهر عمر في سن الخامسة من العمر وياسين عمره شهرين فقط .
في منزل جميل المالكي 
تقف راندا ووالدتها فريدة في المطبخ يجهزون الطعام 
فراندا أتت لتقضي اليوم هي وأبنائها مع والدها ووالدتها وأخيها لأنها ستسافر إلي زوجها في نهاية الأسبوع 
فريدة بحزن 
يعني خلاص يا راندا هتاخدي الولاد وتسافري آخر الأسبوع 
واسترسلت بوحشة وهي تنظر إلى احفادها
أنا متعودة علي وجود الولاد حواليا بجد هفتقدهم اوي ومش عارفة هستحمل بعادك وبعادهم إزاي 
احتضنتها راندا وقبلتها من وجهها وأردفت بحب
ياحبيبتي إنتوا كمان هتوحشوني أوي متتصوروش ببقي متضايقة علشان خاطر هبعد عنكم التلت شهور دول كلهم 
واسترسلت وهي ترفع يداها الاثنتان 
ولكن ما باليد حيلة يا أمي للأسف ظروف الشغل
هنا في البلد صعبة جدا ولو إيهاب فكر يرجع مش هيلاقي مكتب يعيشنا المستوى الاجتماعي والمادي إللي إحنا
 

انت في الصفحة 8 من 182 صفحات