حي المغربلين لشيماء سعيد
و يديك يا كارم يا أبن صباح و لا أشوف فيك يوم يحزن قلبي ابدا.
ابتسم إليها قائلا
انتي عارفة يا ست الكل كلامك ده و الكام دعوة دول سبب باب الرزق اللي اتفتح ليا النهاردة..
سألته نجوى بلهفة
باب رزق ايه ده يا خويا!
أخذ قطعة من العيش واضعا بها قطعة من الجبن بالطماطم مع القليل من الفول مردفا قبل ان يأكل
ده يا ستي رجل أعمال كبير في البلد عنده اخت المذيعة اللي اسمها هاجر علوان أخته من أمه اللي انتي ياما قاعدة طول النهار على البرنامج بتاعها بېخاف عليها و عايز واحد ابن بلد يبقى معاها طول اليوم خصوصا أن البرنامج ده بيجيب لها مشاكل كتير.
حلوة الشغلانة دي يا كارم أهو باب رزق ليك و لابنك.
اومأ إلى والدته و هو يكمل طعامه و عينه معلقة على زوجته التي تعجبت مردفة
و
انت بقى هتقعد معها طول النهار يا سي كارم! بقى طول النهار هتكون مع الست اللي بتلمع في الضلمة دي تقع في شبكها لا يا خويا مفيش احلى من شغل الحارة أنا راضية بيه.
هو كارم مهما شاف ستات يقدر يشوف واحدة ست في جمالك و حلاوتك يا أم يوسف بس ده شغل يا بت اكل العيش حاجة و الحب حاجة تانية في القلب يا بت.
عودة مرة أخرى لفارس المهدي.
عليها ثقل لا تعلم مصدره جسدها بالكامل مرهق صداع رأسها ايقاظها من نومتها فتحت عينيها أين هي لا تعلم و ما حدث في الساعات الأخيرة لا تتذكر منه شيء.
حالة من الهلع أصابتها على رؤيتها لرجل ينام بجوارها بكل أريحية دارت بعينيها بالغرفة تتأكد من مكانها إلا أنها لأول مرة ترى تلك الغرفة تعالت أنفاسها و ساب جسدها لا تشعر به.
نزلت ببصرها على نفسها لتغلق عينيها سريعا لا تصدق أنها بفراش رجل غير قادرة على رؤية ملامحه واضحة مع عتمة المكان.
ضاعت و ضاع معها عالمها الذي تمنت العيش به رفعت كفها تمر به على خصلاتها حتى حجابها الغالي سقط من عليها يعلن عن رحيل كل شيء من هي و كيف وصلت لهنا!..
رغم إني مكنتش في وعي بس أنتي مش هتخرجي من هنا بعد النهاردة كلك على بعض بقيتي مختومة بختم المهدي و طريقنا بقى واحد.
أغلقت عينيها مردفة بهمس متقطع
هتروحي فين الساعة اتنين أهدى أنا أكيد بعد اللي حصل مش هتخلي عنك إلا لما أعرف حكايتك ايه بظبط.
بكل قوتها ابتعدت عنه قائلة پغضب
ابعد بقى حكايتك إنتهت اسمي بقى .
لم تشعر بنفسها أبدا و لم تجد طريقة أمامها للفرار من هذا الموقف إلا عندما أخذت العطر الموضوع أمامها و سقطت به على رأسه لن تتحمل خوض تجربة اقترابه منها من جديد فهي تعلم كيف يراها الآن أطلقت صړخة قوية قبل أن تركض للخارج.
الفصل الرابع.
بدايةالرياحنسمة
حيالمغربلين
الفراشةشيماءسعيد
تركض بالطرقات بلا هوية أو هدف خائڤة من عتمة الليل و المكان الخالي من المارة لا تعلم أين هي أو إلى أين ستصل أنفاسها تتصارع مع صداع رأسها عينيها غارقة بالدموع.
انتهت فريدة المدللة أصبحت رماد... العالم وقف عند نقطة معينة يرفض التحرك منها كلماتها الأخيرة بعرض نفسها عليه الشيء الوحيد المتكرر برأسها.
عصت الله و أضاعت ثقتها بنفسها و ثقة جليلة بها نظرت للمكان حولها أخيرا هي أمام بيتها و لكن كيف ستدخل.
أزالت دموعها بطرف أصابعها ثم صعدت إلى شقتها حمدت الله ألف مرة على عدم وجود أحد مستيقظ بالحي.
تتقدم خطوة إلى الأمام و ألف خطوة للخلف حتى فتحت باب المنزل لترى جليلة و أزهار و فتون بالصالة.
أغلقت عينيها لا تريد أن ترى نظرة الخذلان بعين إحداهن إلا أنها تفاجأت من عناق جليلة لها مردفة بندم
حقك عليا يا نور عيني كدة يا فريدة جليلة تهون عليكي و تروحي تنامي عند أزهار.
زاد شعور جليلة بالندم و أخذت تمرر كفها على ظهر فريدة مردفة
أهدي يا فريدة.
ابتعدت عنها قائلة
أنتي اللي حقك عليا يا جليلة مش أنا عايزة أكون لوحدي.
دلفت سريعا إلى الحمام دون أن تنطق كلمة واحدة ثم أغلقت الباب خلفها بالمفتاح وقفت أمام المرايا تهمس لنفسها دون وعي
كل حاجة راحت في لحظة واحدة يا فريدة بقيتي مش بنت و كمان ممكن يكون ماټ يا رب خدني عندك مش قادرة أتحمل.
ترتجف تحت الماء الساخن غير مستوعبة لما حدث معها جلست على الأرض تضم جسدها إليها تحتمي من المجهول تعلم مع من كانت فهو فارس المهدي من لا يعرف الممثل المفضل لدى الجميع.
آه و ألف آه عليكي يا فريدة نهاية لو تعلم أنها ستصل إليها لقطعت قدميها قبل الذهاب.
كل حاجة راحت فريدة راحت و فتون كمان هتروح و جليلة أبيه فاروق أنا خليت كل الناس تشيل ذنبي معايا يا رب أنا خاېفة أوي و مکسورة.
بالخارج استأذنت أزهار لتذهب إلى شقتها لتقترب فتون من جليلة قائلة
فريدة جات أهي و كل حاجة هيكون ليها حل أدخلي نامي دلوقتي و نبقى نتكلم بكرة يا جليلة.
ردت جليلة
مفيش كلام خلاص يا فتون أنا وفقت على قرار فريدة الجواز لازم يكون بالرضا عابد أحسن واحد في الحي و أي بنت تتمنى تتجوزه بس فريدة قالت لا يبقى لا.
أنا موافقة يا جليلة أتجوز عابد هو فعلا أي ست تتمنى تتجوزه.
كان هذا صوت فريدة التي دلفت لغرفة الضيوف و سمعت حديث جليلة.
شيماء سعيد
بغرفة فرحة كانت تضع يدها على فمها غير مصدقة ما رأته فارس مع فتاة بالغرفة المجاورة لها أهو نسي دينه و ما تربى عليه ليفعل هذا!
ظلت مكانها صامتة بلا حركة منتظرة الصباح حتى تعود إلى بلدتها بعيدا عن تلك الحياة الغريبة عليها على صوت مرتفع خرجت لترى ما يحدث بالخارج..
فارس رد عليا أنت حاسس بأيه!
فتح عينيه بتعب شديد على أثر صوتها هامسا بين الوعي و اللا وعي
مټخافيش يا فرحة أنا آسف على الصورة الموجودة في عقلك ليا..
وصلت سيارة الإسعاف لتأخذ فارس المهدي إلى المشفي مع وفد كبير من الصحافة و الإعلام.
شيماء سعيد
بقصر فوزي الخولي.
أنتهت هاجر من ارتداء ملابسها لتذهب إلى عملها تتعامل مثل الإنسان الآلي الخالي من الحياة ألقى على نفسها نظرة ساخرة من
يراها يقول إنها إمرأة قوية و بالحقيقة و
لا أي شيء
أخذت مفاتيح السيارة بسعادة أخيرا ستسافر بعيدا عنه أسبوع كامل خرجت من الغرفة ثم نزلت لغرفة الطعام لتجده على المائدة بانتظار قدومها..
اتسعت ابتسامته على رؤيتها قائلا
يلا يا روحي عشان نفطر سوا إنتي عارفة مش بعرف أحس بمتعة الأكل إلا و أنتي معايا على السفره.
أومأت إليه بصمت و جلست بالمكان المخصص لها تأكل دون حتى النظر إليه بين كل لحظة و الثانية عينيه تنظر لها بدقة يعشقها تلك الفتاة من أول مرة رآها بها.
وضع كفه على كفها قائلا بشغف
تعرفي يا هاجر من أول مرة شوفتك فيها حبيتك لو تعرفي بعشقك إزاي كنتي فضلتي تحبي فيا العمر كله..
لابد من الرد حتى لا ينقلب كل شىء رأسا على عقب بإبتسامة يعلم علم اليقين أنها كاذبة أردفت
ما أنا فعلا كدة يا فوزي و أنت عارف.
خرجت منه تنهيدة حارة قبل أن يتحدث بمرارة حاول اخفائها
ما المشكلة إني عارف يا هاجر مش بس بالكلام إحساسك واصل ليا و عندك حق فيه عشان اللي جاي إللي فات بالنسبة له لطيف..
هل هذا ټهديد خفي أم أن الأوهام سيطرت عليها! عادت إلى طعامها بصمت غير قادرة على إخراج أي كلمة حتى لو كانت بسيطة يكفي ما تمر به معه بكل ليلة بغرفة واحدة هذا الرجل غريب الأطوار بالليل أقل ما يقال عنه و بالنهار عاشق.
أبتسم ليها و كأنه يقرأ أفكارها مردفا
بالنهار عاشق لأني فعلا عاشق ليكي أم بالليل فدي حقيقتي يا هاجر بحاول أكون حنين مع إني بكره ده لمجرد إنك ترتاحي لو ساعات قليلة أنا عارف إنك مسافرة هروب و موافق على ده مدام في النهاية هتكوني بين ايديا..
من المؤكد أن رأيها ليس له أي قيمة لذلك كعادتها تبتسم مثل البلهاء فقط تحاول تفادي أي مناقشة تصل بها إلى فراشه ليكمل حديثه
أنا جبت ليكي حارس شخصي و عشان أكون أكتر صراحة معاكي هيعد ليا عدد انفاسك يا هاجر....
أخيرا أنتهت تلك الوجبة و خرجت لترى الحارس كما قال لم تعطي له أي انتباه و صعدت إلى سيارتها لتشهق عندما جذبها بعيدا عن مقعد السائق قائلا بصرامة
مكانك ورا يا هانم أنا اللي هسوق.
سحبت كفها منه صاړخة پغضب
أنت مچنون إزاي تمسك ايدي بالشكل ده يا اسمك ايه!
أسمى كارم يا هانم كفاية صداع و يلا على ورا.
شيماء سعيد
مقيدة هل هي بالفعل مقيدة! آخر ما تتذكره خروجها من منزل جليلة حتى تغلق الفرش و تعود إلى منزلها بدأت تستعيد وعيها بصعوبة بالغة شيئا فشيئا
فتحت عينيها لترى نفسها بمكان واضح أنه مخزن قديم مقيدة اليدين و القدمين و فمها مغلق ابتلعت ريقها بتوتر خائڤ أين هي و من فعل بها ذلك..
أزهار شخصية قوية من الصعب عليها البكاء بسهولة لذلك سحبت نفس عميق و بدأت ببعض آيات الذكر الحكيم لتعطي لنفسها الأمان الكامل بذكر الله..
نصف ساعة و دلف إلى أذنيها صوت رنين أقدام تقترب من الغرفة عادت لغلق عينيها من جديد تمثل النوم.
أغلق باب المخزن خلفه بهدوء بعدما أمر رجاله بعدم الإقتراب منه بخطوات واثقة و رشيقة وصل إلى محل نومها ابتسم بخفة على غلقها لعينيها بقوة تؤكد أنها مستيقظة.. غير كاميرات المراقبة الذي يتابعها منها.
شوكولاتة.
همسة بسيطة نطقها بتلذذ من بين شفتيه الرجولية باليوم الذي رآها به أخذها به جلس على أقرب مقعد واضعا ساق فوق الآخر قائلا بصوت غليظ
افتحي عينيك يا شوكولاتة أنا عارف إنك صاحية هتهربي مني فين يعني!
فتحت عين و جعلت الأخرى مغلقة بشكل كوميدي حدقت به