رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
بضيق بعد جداله العقيم مع والده الذى استمر لساعات بسبب رفض الاخير لامر الزيجه ولكن فى نهايه الامر رضخ لرغبه فريد كالعاده
دلف إلى غرفه الطعام يبحث عنها بعينيه بعدما بحث عنها فى المطبخ أيضا ولم يجدها جاءت من خلفه تمتم بخجل قائله بنعومه
حمدلله على السلامه ..
استدار ينظر إليها وفتح فمه ليجيبها ولكنه تعقد لسانه وهو يراها امامه ترتدى بنطال من الجلد الاسود ابرز تفاصيل أنوثتها بكل وضوح وفوقه ستره مفتوحه فضفاضه اضافت إليها مظهر طفولى عابث وأسفلها بلوزه بيضاء بعنق منخفض كشفت عن عنقها الممشوق وعضمتى كتفيها البارزتين إلى جانب شعرها المجعد بنعومه والذى تركته ينسدل بحريه خلفها وعيونها التى تلمع بسعاده وهى تنظر إليه زفر بيأس فكل هذا كثير على صبره وعلى اعصابه بحق !! كل ما ارداه فى تلك اللحظه هو الشعور بها ولكنه لن يجازف فى تلك المرحله بفعل اى شئ قد يعيدهما لنقطه الصفر من جديد
مطولا لإخراج تلك الافكار من رأسه وحاول تشتيت انتباهه بأى شئ لذلك تنحنح لتنقيه حلقه ثم سألها بصوت متحشرج
امال فين جميله لسه مضربه فى اوضتها !..
حينها ابتعدت عنه عده خطوات للوراء لضمان مسافه أمنه بينهم ثم قالت وهى تنظر إليه بتوجس ونبره متردده
بص .. عايزه اقولك حاجه .. بس عشان خاطرى متتعصبش ..
تأهبت ملامحه على الفور وضاقت عينيه وهو ينظر إليها بترقب ثم سألها بنفاذ صبر قائلا بنبره حاده وقد شعر بترتيب شئ ما بينهم من نظراتها الخائفه
توترت ملامحها اكثر وهى ترى الڠضب بدء يعلو قسماته فأردفت تقول بتوسل
هقول بس اوعدنى انك متتعصبش ..
هدر بها پحده وقد بدء بالفعل يغضب
حياااااااة ..
انكمش كتفيها وأغمضت عينيها وقالت وهى تخفى وجهها بملامحها بړعب مسرعه
جميله طلبت تروح تزور هشام فى الأوتيل وانا وافقت ..
انتظرت عده ثوانى وهى مغمضه العينين متوقعه هجومه ولكنه لم يصدر اى صوت منه فتحت احدى عينيها ببطء وتوجس لتتبين رد فعله ولكنها وجدته يحاول كتم ابتسامته متأملا ملامحها الطفولية بشغف واضح فتحت كلتا عينيها وبسطت كتفيها مره اخرى وهى تسأله بدهشه
بالفعل كان هذا بالظبط ما ينتوي فعله عندما نطقت جملتها ولكن رعبها الطفولى البريئ منه جعله يشعر بأن كل ما يريده فى تلك اللحظه هو اخذها داخل احضانه ليطمئنها حتى وان كانت مخطئه فى حقه هو شخصيا نظر لها مطولا قبل ان يفتح فمه ليجيبها محاولا التظاهر بالڠضب
والله عال يا حياة بقيتى بتتصرفى من دماغك كمان !!..
انا طول عمرى بتصرف من دماغى ..
هدر بها بصوت جهورى يسألها
انتى قلتى ايه !..
انتقضت من صوته وقالت وهى تتقدم نحوه وتضع كفيها فوق صدره فى
رجاء
مقلتش مقلتش .. انا بقول اخر مره والله بس هى قعدت ټعيط كتير وكانت خاېفه وعايزه تطمن عليه وقالت هتروح تشوفه وترجع على طول وانا بعتت معاها حد من الحراسه مسبتهاش تروح لوحدها والله..
هى بتستغلك وانتى هبله ماشيه وراها وخلاص ..
زمت شفتيها معا للأمام فى حركه طفوليه تعبرعن حزنها ثم استدارت بجسدها مبتعده اقبض على ذراعيه بكفه ليعيدها امامه مره اخرى ثم زفر بنفاذ صبر قبل ان يخفض رأسه نحو رأسها ويطبع قبله فوق شعرها وهو يتمتم بحنو
خلاص .. خلينا ناكل انا جعان ..
على فكره انا اللى عملت الاكل النهارده بأيدى ..
رفعت رأسها بكبرياء ثم اضافت مازحه
عشان تعرف بس انى مش اى حد ..
رفع احدى حاجبيه لها وهو يبتسم ابتسامه جانبيه ثم قال بتهكم واضح
يعنى ربنا يستر ومتسممش النهارده ..
سارعت تقاطعه وهى تقول بلهفه
بعد الشړ ..
عضت على شفتيها بندم بعد انتهاء جملتها فهى لم تقصد ابدا التفوه بها علنا اتسعت ابتسامته وهو ينظر إلى داخل عيونها بعشق واضح ثم امسك كفها يرفعه نحو شفتيه ليقبله وهو مازال ينظر لعينها بحب تنحنحت فى محاوله منها لإخفاء ارتباكها الظاهر ثم تمتمت بنبره حاولت اخراجها طبيعيه قدر الامكان وهى تسحب كفها من يده قائله
الاكل هيبرد بقى ممكن نقعد ناكل ..
سحب لها المقعد اولا لتجلس فوقه ثم انحنى بجزعه نحو جانبها الأيمن هامسا داخل اذنيها بنعومه
تصدقى كويس ان جميله مش هنا ..
الټفت بأرتباك تنظر إليه بدهشه
بعد انتهاء وجبه العشاء التى كانت مربكه لحد كبير بالنسبه لحياة بسبب نظرات فريد ولمساته انسحب هو لغرفه
مكتبه لاستئناف عمله بعد قليل طلب من عفاف احضار القهوه له فتطوعت حياة لتحضيرها وإدخالها له بنفسها فهى لم تشكره بعد عن موقفه من جميله وهشام طرقت باب غرفته ثم دلفت للداخل بعد سماع اذنه وهى تحمل صينيه القهوه بين يديها تحركت حتى وقفت امام مكتبه ثم وضعتها فوقه وبعيدا عن اوراقه المبعثره بحذر وتراجعت تمتم بخجل وهى تجمع طرفى رداءها معا سويا قبل ان تعقد ساعديها امام صدرها قائله
حبيت اعملك القهوه النهارده بدل دادا عفاف .. لو ده مش هيضايق يعنى ..
حمقاء !! هل تسأله ان كان فعلها ضايقه !! انها اقصى امانيه ان تظل معه طول الوقت لو انه فقط يستطيع تخبئتها بداخل جيب ردائه فتكون بجواره أينما تحرك وبجانب قلبه دائما أردفت تسأله بفضول وقد رأت الارهاق باديا على ملامحه
ايه الاوراق دى كلها !..
مسح وجهه بكفيه ثم اجابها بنبره متعبه
دى حسابات الشركه .. اخر شهر من كل سنه اتعودت اراجعهم بنفسى عشان لو فى اخطاء اواى لعب اكتشفه ..
عقدت حاجبيها معا وهى تسأله بأستنكار
طب فين مدير الحسابات !..
آجابها معللا بهدوء
انا مش بثق فى حد ثقه كامله .. عشان كده براجع وراه ..
تحركت بجسدها تتجه نحوه حتى وقف بجوار مقعده ثم سألته بترقب
تحب اساعدك !..
رفع رأسه ينظر نحوها ثم اعاد سؤالها مستنكرا
تساعدينى !..
اجابته بحزم مازحه وهى تحرك جسدها لتستند على حافه مكتبه ويصبح وجهها مقابلا له
ايوه اساعدك .. انت ناسى يا استاذ انى دارسه اداره اعمال وعامله ماستر كمان ..
نظر لها مطولا بعيون لامعه ثم اجابها بنبره تملؤها الفخر
لا طبعا مش ناسى ان حبيبتى اذكى واحده فى الدنيا ..
تنحنحت بأحراج ثم أردفت تقول محاوله تغيير مجرى الحديث
فريد .. شكرا على انك وافقت على جواز جميله ..
تحرك من مقعده يقف قبالتها وهو يستند بجسده على ذراع مقعده ثم مد يديه يحتضن كلتا كفيها وهو ينحنى نحوها قائلا بحراره
انا عملت كده عشانك ..
هزت رأسها ببطء موافقه وقائله بهمس
عارفه .. وعشان كده بشكرك ..
يلا ابدء اراجع الاوراق معاك ..
اجابها بأرهاق قائلا
لا مش النهارده انا تعبت جدا فى الشركه ومش مركز خلينا من بكره ..
هزت رأسها موافقه فأردف هو بعدما نظر فى ساعه
معصمه يسألها بتأهب
حياة جميله اتاخرت الساعه عدت ١ !..
ابتلعت لعابها بصعوبه ورمقته بنظره خائفه فهى لا تدرى بما تجيبه بالفعل جميله وعدتها الا تتأخر وها
هى حاولت الاتصال بها اكثر من مره ولكن هاتفها مغلق ضاقت عين فريد نحوها وهو يعيد سؤاله مره اخرى بنبره ټهديد قائلا
حياة انتى مخبيه عنى ايه تانى ..
لم تعقب ولكنها تحركت بجسدها مبتعده پخوف من تلك الشرارت المنبعثة من عسليتيه والتى كانت منذ قليل مصدر الدفء بالنسبه لها تقدم هو الاخر منها يعيد سؤاله بنظرات غاضبه ونبره محذره
حياة!!!..
اصطدم جسدها بالباب فحاولت مد كفها من خلف جسدها لفتحه والهروب ولكنه لاحظ حركتها تلك فاقبض على ذراعها يمنعها من التحرك ظلت تنظر إليه وعينيها معلقه بعينيه فى خوف وترقب وهى ټلعن جميله وما اقحمتها به معه هدر بها بعصبيه جعلتها ترتجف سائلا
انت عارفه انها مش هترجع تبات هنا !!..
اذا ظنونها وصلت إليه هو الاخر ازدردت ريقها بصعوبه واسرعت تجيبه بهلع مدافعه
عن نفسها
لا والله معرفش اى حاجه.. انا بس كلمتها تليفونها مقفول ..
هز رأسه بعصبيه عده مرات ثم حرر ذراعها وابتعد عنها متجها نحو مكتبه ليلتقط هاتفه من فوقه پعنف هاتف حارسه ليسأله عنها فأجابه انها لازالت بداخل الغرفه وهو ينتظر خروجها اجابه فريد بنبرته القويه الآمرة
خليك عندك وانا جايلها ..
انهى جملته وتحرك نحو الباب يزيح حياة من طريقه بسهوله ليعبر كانت تعلم انه فى اقصى درجات غضبه الان ولديه الحق فجميله تعول على صبره كثيرا غير مدركه لعواقب فعلتها ركضت خلفه هاتفه بأسمه پذعر وهى تحاول اللحاق به لم يتوقف ولم يعير لتوسلاتها اى اهتمام زادت من سرعتها وهى تركض نحو الحديقه خلفه بلهفه فأنزلقت قدمها أسفل منها والتوى كاحلها اسفل قدمها صړخت بقوه من شده الالم فالټفت فريد مسرعا ينظر خلفه تحاملت على قدمها للنهوض ولكنها صړخت مره اخرى بدوى اكبر ركض فريد نحوها يتفحصها ظن فى بادئ الامر انها تفعل ذلك من اجل تعطيله وامتصاص غضبه ولكن دموع الالم التى اجتاحت عيونها فى لحظه جعلت قلبه ينتفض فزعا عليها .
متى تخضعين لقلبى
الفصل الخامس عشر ..
جثا فريد على ركبتيه يتفحص كاحلها حيث اشارت له عن موضع الالم اما هى فكانت تتقافز بطفوليه على قدم واحده كحيوان الكنغر هتف بها هو بأنفعال وړعب قائلا
حياة !!! اثبتى خلينى اشوف رجلك كويس !!..
اجابته بحنق وهى لازالت تتقفافز ولا تقوى على الوقوف ثابته من شده الالم
انت بتتعصب عليا ليه دلوقتى !! مش انت السبب وبعدين رجلى وجعانى ھموت مش قادره اقف ..
تهدج صوتها پألم واضح فى الكلمه الاخيره مما جعله ينتفض من جثوته مسرعا ليقف امامها قائلا بلهفه لم يحاول إخفائها
ايه اللى حصل ..
اجابته وهى تضغط على شفتيها لإحتواء المها
رجلى اتلوت وانا بجرى ..
كانت بالفعل غاضبه منه بسبب اندفاعه الغير محسوب دائما وعدم الاستماع لها لذلك حاولت التحرك قليلا للابتعاد عنه ولكن يبدو ان لقدمها رأيى اخر مخالف تأوهت بقوه للمره الثالثه من شده الالم فانحنى
هو على الفور يضع ذراعيه اسفل ركبتها ليحملها فى اللحظه التاليه بين يديه حاولت دفعه وهى تتمتم بأعتراض قائله
لو سمحت نزلنى انا هعرف امشى لوحدى ..
اخفض رأسه ينظر إليها بحاجب مرفوع ثم اجابها بحنق
حياة بطلى عند فى كل حاجه .. وبعدين مانتى جربتى ومعرفتيش !!..
اندفعت تجيبه بنبره حاده
انا مش بعاند مش عايزاك تشيلنى رجلى وانا حره فيها ..
استطردت حديثها قائله بنبره ساخطه
وبعدين مش حضرتك من كام يوم كنت مضايق انك هتشلينى !! ..
أشاحت بوجهها بعيدا عنه بعد انتهاء جملتها اما عنه هو فقد اتسعت ابتسامته من رد فعلها ثم اجابها مشاكسا
مكنتش اعرف ان الموضوع ده مأثر فى نفسيتك اوى كده .. بس عندك حق انا غلطان ولازم اصلح غلطى ..
انهى جملته ثم توقف