رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
او نقصان وشفاهه حاده تمثل خط مستقيم أيضا وممتلئه بأن واحد مع تلك الذقن الغير حليقه والمشذبه بعنايه اما اقوى ما يمتلكه فهى تلك العينين الجوزيه والتى تشبهه مناهل العسل فى حاله صفائها وتتحول إلى لون البندق عند الڠصب او الانفعال يوازيها ذلك العرق الذى ينبض بقوه بجوار فكه مع غمزة خفيفه لا تظهر إلا وقت الابتسامه الحقيقه والتى نادرا ما تحدث رفعت أصابعها بهدوء تتلمس ذقنه بحذر شديد اما هو فقد استيقظ منذ تململها بين ذراعيه ولكنه تظاهر بالنوم حتى يستمتع قليلا بدفء جسدها
تعالى هنا رايحه فين !..
رمته بعدها كلمات متبعثرة
ابتسم له بعبث قائلا بصوت أجش
مش مهم ومش وقته ..
انهى جملته وهو يقترب منها ببطء شديد عندما قاطعه طرقات حاده متواصلة فوق باب غرفتها ابتعد فريد وهو يزفر بحنق حتى يفتح ذلك الباب وفى نيته تعنيف من خلفه اندفعت جميله نحو الداخل تركض فى اتجاه حياة التى اعتدلت فى جلستها بمجرد رؤيتها ارتمت جميله ټحتضنها بحنان وهى تسألها بحزن
ربتت حياة فوق كتفها بحنان مطمئنه وهى تغمغم لها بصدق الحمدلله يا جميله حاجه بسيطه مټخافيش ..
انهت جملتها ورفعت نظرها فى أتجاه فريد لتتبين رد فعله عن دخول جميله المفاجئ وتبعتها الاخيره هى الاخرى لموضع نظرها لتنظر بترقب وهى تبلع ريقها بصعوبه وتوتر عقد فريد ساعديه فوق صدره وهو يقف فى وضع استعداد وينظر نحو جميله بجمود قبل ان يحدثها بنبرته الحاده
رمقته حياة بنظره معاتبه فأردف يقول متشدقا بجملته
متبصليش مينفعش تدخل الاوضه كده وبعدين لسه حسابها معايا طويل ..
وقفت جميله تنظر إليه بحزن ثم تحركت نحو الخارج برأس منكسه تحدثت حياة فور خروجها قائله بإشفاق
انت كده كسفتها على فكره ..
عشان غبيه ومتسرعة ومتدافعيش عنها بعد اللى حصل امبارح عشان هى السبب فيه ..
اطرقت حياة رأسها وتنهدت بأستسلام فقلبها يحدثها انها لو استطردت فى الحديث او الدفاع عنها ستكون النتيجه عكسيه لذلك لازمت الصمت توقف هو عند مدخل غرفته واستدار برأسه ليردف حديثه قائلا بتحذير وهو يشير لها بسبابته
دش وأغير هدومى .. متتحركيش من مكانك لحد ما ارجعلك وانا هطلب من عفاف تبعتلك الفطار هنا ..
اومأت له برأسها موافقه دون جدال ابتسم بحبور عائدا إليها ثم انحنى بجسده نحوها مغمغما بأعتراض
جميله دى نستنى انا كنت بقول ايه ..
انهى جملته وطبع قبله ناعمه خاطفه فوق وجنتيها وهو يتمتم هامسا
صباح الخير ..
اتسعت ابتسامتها وأطرقت برأسها وهى تجيبه بهمس خجول
صباح النور ..
تنهد بحراره وهو يفرك بكفه فروه رأسه مجعدا انفه كأنه يحاول التوصل لقرار ما ثم انسحب بعدها إلى غرفته تاركها تنظر فى اثره وابتسامة حالمه لازالت تعلو ثغرها
بعد قليل عاد إليها وهو يرتدى بذله رسميه من اللون الرصاصى الغامق وربطه عنق حريرية من نفس اللون أسفله قميص من اللون الاسود مع رائحه عطره المميزه وتصقيفه شعره كان يبدو وسيما بشكل خطېر ابتلعت لعابها بتوتر وهى تراه يقترب حتى جلس قبالتها ثم تمتم بأنشغال قائلا
حياة انا لازم اتحرك دلوقتى عندى شغل كتير .. دادا عفاف هتكون معاكى طول اليوم متتحركيش من نفسك ومتنسيش الدوا بتاعك ..
اجابته بحماس قائله
مش هتحرك بس بشرط ..
تنهد ببطء ثم سألتها بنبرته الحانيه
ايه شرط حياتى ..
ابتسمت بخجل ثم اضافت بلهفه
اقعد اراجع الملفات اللى المفروض اراجعها معاك بليل ..
عقد حاجبيه معا ثم اجابها
بنبره قاطعه
لاء ..
اجابته بأندفاع وهى تمد كفها لتحتضن كفه بتوسل قائله
ليه بس لا!! انا هقعد هنا طول اليوم لوحدى وجميله هتكون بتجهز لبكره وانت هترجع متأخر .. خلى دادا عفاف تطلعهملى وهراجعهم وانا قاعده والله مش هتحرك ..
نظر لها دون رد كأنه يحاول التوصل لقرار فأستطردت بنبره طفوليه متوسله وهى تضغط بكفها على كفه مشجعه
فريد بليييييييز !!..
زفر بأستسلام ثم اجابها على مضض مترددا
ماشى بس بشرط متتعبيش نفسك ومتنسيش أكلك ودواكى وأوعى تتحركى فاهمه !..
هزت رأسها عده مرات موافقه وهى تبتسم له بسعاده ثم أردفت تحدثه بتوجس
طب فى حاجه كمان ..
نظر لها لوهله ثم اجابها على الفور دون انتظار سؤالها
مټخافيش معملتش حاجه عشان وعدتك بس .. بس لو عملت حاجه تانيه لحد بكره هلغى الفرح وانا فهمتها ده ..
صفقت بيدها وعيونها تلمع بسعاده وهى تجيبه بحماس
وعد مش هتعمل حاجه تانى ولو عملت يبقى انت عندك حق ..
هز فريد رأسه موافقا وهو يرفع يدها المتعلقة بكفه ليقبلها بحب ثم استقام فى جلسته مغمغا وهو يهندم من وضع لباسه
انا هتحرك دلوقتى وزى ما نبهت عليكى ..
مال نحوها يطبع قبله مودعه فوق شعرها قائلا بخبث
ومتدهنيش رجلك غير لما اجى بليل عشان الموضوع عجبنى ..
شهقت بخجل واطرقت برأسها للأسفل تدارى ارتابكها مما جعل ضحكته تدوى وهو فى طريقه نحو الخارج ..
انقضت الايام التاليه على حياة وهى غارقه بين ملفات الحسابات تراجعها بشغف حتى انتهت مما يعادل نصفها تقريبا اما عن زفاف جميله فانتهى بدون حضورها رغم توسلاتها الشديده لفربد ولكنه اثر بقائها فى المنزل بحجه راحتها وأوامر الطبيب اما السبب الاخر والذى لم يعترف لها به هو قلقه من تكرار تجربه حفله التوقيع مره اخرى وخصوصا بعدما اجبر والده على دعوه كبار الدوله وهو ابدا لن يسمح بأنهيارها لاى سبب كان
اما عن جميله نفسها فقد سافرت فى اليوم التالى للزفاف بعدما زارت حياة وودعتها بقلب
مثقل وهى تتمنى لها الخير مع وعود بالتواصل يوميا والاطمئنان عليها وكم احزن حياة فراقها فقد شعرت معها بمشاعر الإخوة والتى لم تتذوقها مع اختها الحقيقه التى كانت تهاتفها مره كل عام وفقط لعده دقائق ومن اجل مصلحه .
جلس منصور الجنيدى فى مكتبه وهو شاردا فى افكاره بما يتعلق بذلك الماضى القديم تنهد مطولا وهو يتذكر تلك العينين الزرقاوتين التى اخترقت سهامها قلبه منذ اول مره وقعت عينيه عليها فى حفل شراكتهم سويا اللعنه على غريب رسلان وعائلته وذريته وكل ما يتعلق به لقد فاز بها قبله كم وكم تمنى قربها فغريب ابدا لم يكن يستحقها رحاب تلك الحوريه التى سړقت قلبه بشعرها المسترسل فوق كتفيها كأشعة الشمس والتى اخذها القدر منه قبل اكتمال مخططه ومحاوله التخريب بينها وبين غريب حتى يستطيع الحصول عليها عاد من شرود افكاره على صوت طرقات خفيفه فوق باب مكتبه يليها دخول سكرتيره الخاص متنحنحا قبل ان يبدء حديثه بجدية قائلا
يا فندم زى ما توقعت .. فريد رسلان اتفق مع الشركه الألمانية هيوردوله مباشرة والتوقيع قريب جدا ..
انتفض منصور من مقعده ليقف امامه ثم تحدث بنبره قويه متوعدا
ماشى يابن غريب ال ..
الټفت ينظر نحو سكرتيره وعيونه تطلق شررا ثم اضاف بغل
النهارده زى ما قلتلك تحيتى توصله وفى بيته فاهم !..
اومأ السكرتير رأسه بخنوع قبل إخراجه لهاتفه الخلوى يتحدت لأحد الرجال قائلا
بجديه
نفذ ودلوقتى ..
كانت حياة تجلس داخل غرفتها وهى تتأفف بملل فبرغم شفائها التام الا ان فريد رفض تحركها الا بعد الرجوع للطبيب والسماح لها لذلك فهى مجبره على البقاء هنا بداخل غرفتها امتثالا لرغبته والعجيب انها وافقت على ذلك دون جدال
فى تلك الأثناء وقفت سياره مصفحه امام الباب الرئيسى للفيلا وطل من نوافذها عده رجال ملثمين الوجهه بأسلحه أليه وبدءوا بأطلاق الڼار بعشوائيه نحو مداخل ونوافذ الفيلا انتفضت حياة من مقعدها على صوت الړصاصه الاولى تليها وابل من الرصاصات المتتالية شعرت بقلبها على وشك التوقف من شده الهلع والذعر مع دوى الرصاصات المتلاحقة وهى حبيسه الغرفه بمفردها ولا تدرى ما الذى يحدث بالأسفل لم تعلم ما الذى يجب عليها فعله لذلك وبدون تفكير وجدت نفسها تزحف بجسد مرتجف نحو هاتفها الموضوع فوق الفراش تطلب رقمه بأصابع مرتعشه فدون ادراك منها شعرت فى تلك اللحظه ان صوته هو مصدرالامان بالنسبه لها وهو أيضا اخر شئ تود سماعه اذا اصابها مكروه
اما فريد فكان فى ذلك الوقت بداخل اجتماع هام مع مدراء الأفرع لمناقشه خطه السنه القادمه نظر بتأفف نحو شاشه هاتفه التى أضاءت امامه بصمت ليجد اسمها يسطع بداخله عقد حاجبيه معا وهو يفكر بقلق فهى المره الاولى التى تحاول الوصول إليه وهو بالعمل ترى ما هو الامر الهام الذى دفعها لذلك التقط هاتفه مسرعا يجيبها ويطمئن عليها صړخت هى بأسمه من بين شهقاتها المتلاحقة تستنجد به قائله
فريد الحقنى .. فى ضړب .. ڼار بره .. انا خاېفه ..
انتفض فريد من مقعده على صوت احد الرصاصات التى اخترقت مسامعه بقوه صړخ بها بلهفه وهو يركض نحو الخارج بړعب حقيقى يحذرها قائلا
خليكى مكانك اوعى تتتحرررركى .. ابعدى عن الشباك والباب .. اتحامى فى حاجه وانا ثوانى وهكون عندك .. مټخافيش انا مش هسيبك ..
انهى اتصاله معه وهو يركض نحو الدرج ليستخدمه اختصارا للوقت وصل إلى الباب الرئيسى للشركه وصړخ بحراسه وهو يستقل سيارته ليتحركوا سريعا دعما لأصدقائهم فمنذ حاډثه الټسمم السابقه قد أعطى امر بأنقسامهم نصفين نصف للبقاء حول الفيلا والنصف الاخر للتحرك معه أينما ذهب كان يسابق الزمن ليصل إليها فى اسرع وقت وأكثر ما كان يقلقه هو عدم اجابتها على الهاتف عندما
حاول الاتصال بها مره اخرى دوت دقات قلبه كالطبول وشعر بالاختناق يصيبه وعقله يهيأ له اسوء الاحتمالات حدوثا
بعد ١ دقائق من إطلاق الڼار المتواصل والذى ادى إلى تحطيم جميع نوافذ الفيلا وتناثرالطلقات فوق الجدران وأصابه احد الحراس بقدمه هدء الصوت وانسحب الملثمين بسيارتهم وعم السكون المكان .
اما عن حياة فحتى بعد وقف إطلاق الڼار ظلت جالسه فوق الارضيه الخشبيه بجوار الفراش وهى تضم ركبيتها إلى صدرها وتحيطاهما بكلتا ذراعيها دافنه وجهها الباكى بينهما وهى تحرك جسدها بقوه من شده التوتر والړعب منتظره قدومه
وصل فريد فى الثوانى التاليه وهو يلهث بقوه من شده الڠضب والړعب فوجد جدران الفيلا متراشقه جميعها ببقايا الړصاص المنثور فوقها وجميع حراسه محاوطين زميلهم الملقى على الارضيه مصاپا ينتظر قدوم سياره الاسعاف لنقله أعطى الامرلرئيس